يا الله ما هذه العروبة الدافقة!!!

هذيان أكتبه في سطور مذهبة برمال تلك البلاد

البعيدة...القاطنة هناك بجوار الهم والغم ...

وهاهي عباراتي أرددها وأصرخ وأقول أيها الساكن في ذاك المكان .. وأيتها الواعدة..

أما زلتم كما عهدتكم في شوقكم وتلهفكم ...أم أن مرض العالم غيركم ...ويا جهادي الطبع

والأسم ...ترتديك العزة وترحل ... سحقا للعادات البالية ...يا جهادي كيف الحال ؟

سؤال في غير محلة ! ! ! فالحال مرئي للجميع ... ويحي من هذياني ... وويحي من

سطور أكتبها بمداد الحنين ...أبحث عن سر دوام الحال

...وهل دوام الحال من المحال ...

أبحث عن من يقتل شبح اليهود ... حقا لا أدري... ويحز في نفسي قرار ظالم .. أستقالت

العقول إثر رشوة سخية وأصبحت العروبة في المزاد العلني... يرتديني السأم ... سئمت

مشاهدة الأخبار ...لفظتني القومية العابرة... تنتابني الرتابة والعزلة والصمت ...هل هذا

طقوس عبادة ؟ ..أم هو الأمر الجلل... أحكمت قيودي أصابتني الدهشة والفتور في آن واحد

... ولماذا أشعر بعجزي ... هل عجزي هذا أمتداد من عجز الأمة ... واللغة تلعن عجزي

أحساس لا يكتب ... لا يروي ... هو عجيب كعجيب هذا الزمان ..بل يهذي ويهذي ...لعله

يرتاح وتتبدد همومه وأحزانه .

وما بين اللحظة واللحظة ...ينتابني جدل..يرمي بي الى مساحات الأحلام... روح تطير في

سماء حالمة ... وحلمي يطير الى الفضاء الواسع ... الى هناك ... الى الوطن المستحيل ..

وجدل يقرع مرآة شرودي... يرمي بي الى الواقع المؤلم.. المرير .. نزيف ... وجراح الأمة

جراحي .

وما بين اليقظة والحلم هناك صور غبشة ما بين أروقة

الديار ... هناك نساء يقتلهن البرد ...

لا حنين مفاجئ ..بل غيمة أحزان وظلام يتسع كرقعة مدام حالك...وأمهات ثكلى .. فقدن الأبناء

والأزواج..هناك نعم هناك معركة لا ستار لها ...يمضون للموت عنوة ...ولا يوجد خلف ولا

تراجع .

هناك أصوات ترتجف في زحام الموت ...مشانق غبية ...أطفال تناثرت أشلائهم أختلطت ببقايا

ألعابهم .. تلطخت بالدم .

هناك أمطار النار ... وعروس تقول جدتي ذهبت ونسيت تعلمني أهازيج الفرح .

أيتها الواعدة ... يظل يكدرني أنني لست هناك أو هنا ... ثائرة وخنوعة معا ... أقبلت ولكنني

رحلت .. في كل دقيقة .. في كل ثانية ..قلبي معك ... قلبك ليس معي ... لا ألومك .. أعذرك

كل العذر... ابنك أبني .. أنا أمه وأنت والدته ... يا الله ما هذه العروبة الدافقة تحت الحصار ..

قلبي يخبرني الى أين تصير الواعدة أذا حان وقت الرحيل ...جنات الفردوس بأذن الله ...