جمال نزال

عندما شاهدت صورته في وسائل الإعلام ، شعرت انه إنسان مثقف من الدرجة الأولى ، شكله يوحي بالعزة والكرامة ، شخصيته جذابة ، ولكن عندما سمعت تصريحاته النارية وأسلوبه الرائع في الحديث والحوار ، دُهشت فلم أرى أو اسمع من قبل تصريحات مثل ما يتفوه به هذا الرجل . وصفوه بأنه قائد التيار المتطرف في فتح ، وقالوا عنه انه صاحب التصريحات النارية خلافا للناطقين باسم حركة فتح ، ولكنهم صدقوا ، فهو تربى وترعرع في مدرسة الفتح منذ نعومة أظافره لم يكن عضوا عاديا في حركة فتح ، فعندما انتمى لهذه الحركة العملاقة نظر إليها بأفق مفتوح من زاوية تحمل المصاعب وركوب المخاطر والتضحية بالكثير وخدمة أبناء حركته .


من قوة الاندفاع الجبارة المستمدة من إرادة الفعل الكامن في النفس المناضلة خرج جمال نزال ، هذا الشجاع المتين الخشن القوي العقل والمعرفة يسير في الاتجاه الصحيح بتصريحاته النارية المعروفة للجميع فهو فتحاوي مخلص ، صرخ في وجه الظلم والعدوان والاحتلال . لقد فجر بتصريحاته كميات الحقد الكامنة في النفوس المتوترة ، لقد فجر بركاناً في مواجهة الظلم والاحتلال وتمرده على الواقع الفاسد .

هذا الرجل صاحب فكر ورأي مستنير ، ولديه بعد نظر للأحداث ورؤيا سياسية واضحة لفهمه المتطور وفكره الواقعي . إن القدرة الإعلامية الفائقة ، والقدرة على الحوار التي يتمتع بهما هذا الرجل جعلت الآخرين يتهجمون عليه ويتهمونه بأشياء لا تعد ولا تحصى ، بالطبع لأنهم يخشونه ويخشون تصريحاته .

لقد أمنت حركة فتح بفكر وتطور هذا الرجل ، واهتمت به لثقافته الواسعة والمستمرة وسلوكه الحسن وقدرته على الحوار ، فهو يعمل ليل نهار من اجل خدمة حركته وعطاءه المستمر . إنسان صادق في عمله ، فالصدق والمصارحة والأمانة الإعلامية هما من صفاته .

لقد استغل البعض حبه واندفاعه لحركته ، وقد أساءوا فهم تصريحاته ، فحاولت العديد من الطحالب والنباتات أن تشوه صورة هذا الرجل ، ولكنها لم تنجح لوعيه وصبره والثقة التي يتحلى بها هذا الجبل الفتحاوي الشامخ . ولقد تناقل العديد من أصحاب النفوس المريضة والذين يقفون بالمرصاد لابناء فتح أن جمال نزال قد انتهت صلاحيته ومات ' أي أصبح في ذمة الله ' وذلك لغيابة عن الساحة الفلسطينية ، ولكنني أقول لهم أن الجبال لا تحركها العواصف مهما اشتدت ، وسيبقى نزال جبل شامخ في عيون أبناء شعبه وأبناء الفتح .

لم يكن وليد ساعة أو شهر أو عام في حركة فتح ، فهو عضو فعال وملتزم منذ زمن بعيد ، وقد وصل إلى منصبه عبر الهرم التنظيمي لعطائه وفعاليته ، فهو يعطي بلا حدود ، ويقدم بلا انتظار ثمن ، ويخدم بكل طاقته . انه مناضل وقائد ، كان يدرك منذ البداية تلازم المقاومة مع الوحدة الوطنية ، وصون الوحدة الوطنية بالحوار والديمقراطية .

نعم انه الدكتور جمال نزال ، من مواليد بلدة قباطية شمال جنين عام 1971 ، نشأ في بيت ملتزم دينياً ووطنياً ، وحفظ فيه القران الكريم ، وتشبع بالوطنية وحب الوطن منذ طفولته ، حيث كان والده رئيس اتحاد طلبة فلسطين ، ومن ثم عمل ملحقاً إعلامياً في سفارة فلسطين بألمانيا ، وقد ابعد من الأراضي الألمانية اثر عملية ميونخ ، ثم عاد إليها بعد عدة سنوات .

تلقى نزال مراحله التعليمية في قباطية وكان متفوقا في جميع مراحل الدراسة .

التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني ' فتح ' عام 1987 ، وفي عام 1988 ونتيجة لقدرته الثقافية الواسعة وحسه الوطني العالي كلفته الهيئة الإدارية لحركة الشبيبة أن يعمل على إعادة تأسيس حركة الشبيبة في مدارس قباطية ، وقد عُين رئيسا للهيئة الإدارية للشبيبة في قباطية لنشاطه وانضباطه في الحركة . وقد شارك هذا المناضل في انتفاضة عام 1987 وشارك في تصديه لدوريات الاحتلال التي كانت تجتاح منطقته باستمرار ، وفي عام 1990 ذهب للدراسة في ألمانيا ودرس الصحافة واللغة الإنجليزية والتاريخ في جامعة كولونيا ثم بوخوم ، وفي عام 1994 حصل على بعثة دراسية لجمهورية ايرلندا لمدة عام ، عاد بعدها إلى ألمانيا ، حيث أنهى دراسة الماجستير ، ومن ثم حصل على الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ' بوخم ' الألمانية ، وعمل محاضرا بها ، وكان قد عمل مستشارا إعلامياً لنائب رئيس الوزراء ' نبيل شعت ' ، ويتحدث نزال الإنجليزية والألمانية والإيطالية ، وله العديد من المؤلفات والمنشورات في الإعلام العربي والأجنبي .

نعم هذا المناضل الفتحاوي الأصيل ، عرف بين أبناء شعبه بأخلاقه العالية ، وأدبه الرفيع ، وثقافته الواسعة ، وقدراته الأكاديمية ، وتفوقه في مجال الإعلام وتقنيات الاتصالات . فهو من عائلة عريقة ومناضلة تسللت الوطنية إلى عقول وقلوب جميع من فيها ، فقد أنجبت العائلة عدد كبير من المناضلين ، فخاله الشهيد أسامة نزال ابن مجموعات الفهد الأسود ، والشهيد خالد نزال مؤسس الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية وعضو مكتبها السياسي والذي اغتيل بأثينا ، والشهيد محمود الفقهي منفذ عملية ميونخ بألمانيا ، والأسير ياسر أمين نزال قائد ألوية الناصر صلاح الدين في الضفة الغربية . وكانت العائلة قد قدمت العديد من الشهداء والجرحى في لبنان وفلسطين .